الاثنين، 24 مارس 2014

في الحلم أو في اليقظة

زهير الجبوري

في الحلم او في اليقظة
ربّما ظهر المعنى في غاية الرحابة
زهير الجبوري
فيختفي السؤال القديم
عن لعبة البداية والنهاية.

تظهر طاقة الحواس المؤجلة
وفجأة
تكتشف النصاعة التي في اللون
الصفاء الذي في الموسيقى
رائحة الكائنات الغائبة
هكذا تظهر غفلتك 
ويسقط وجودك كلّه في الفراغ.
تطلق ضحكة فسيحة
كما لو أنك تتخلص من أزبال في رأسك
ضحكة تدّل على أنك نقطة وحسب
مجرد نقطة في هذه البحيرة الثرية.

في الحلم ربما
يظهر البحر بكامل نزاهته
وأسرار كائناته الأولى
خارجاً من أخطاءة التي لم يقترفها
والسماء تظهر بعيدة
أبعد ممّا توقعته أصابع الميتافيزيقيا
حتى الأرض
تظهر قاسية وجميلة
مثل نقطة مربوطة الى جوهر الفكرة
ربما ظهرت أنت بالذات
طفلاً هائلاً تجرب إصبع العشق لأول مرة
هائماً بكلّ هذا الوضوح
خفيفاً مثل ظلّ ريشة
تتجوّل بين زحمة الأنواع
تظهر هكذا بدائياً وفضّاً
بدون معارف ثقيلة
بدون أي تصوّر
وأنت تدخل لعبة البداية والنهاية.


الأربعاء، 24 أبريل 2013

ناطحة الذباب

غسان سعدون

تزوجي قلباً من الرصاص
ضعي ورداً من النحاس
في حفلة من الطين
وألبسي هذا التلوث وتعالي.
غسان سعدون

ليكن وجهكِ ناعماً بالزجاج

ضعي كل السكائر المطحونة في شفتيكِ

وتعالي

دعي حبر الحروب يسيل

على تجاعيد جبهتك المقعرة مثل منفضة

أساورًا

ضعي أصوت الطائرات

وأنفخي في تابوتنا الكبير

وتعالي

على نسق الجيوش

على وقع وشوشة الراديو

وهو يعلن إنقلاباً

أو حادثة قطار في الجنوب

بإيقاع هدهدة الدود على جثة الطيور

تنغمي بلحنٍ تافه

وأنت تلوكين آخر عشيق

إرتدي آخر الأيام

أفضّل الجمعة الأسود

أو الأربعاء الدامي

وتعالي

كمبلغ نقدي

أو كأزمة أقتصادية

كما بريد من موقع إباحي

أو كصلاة بصوت قبيح

تعالي نجمة هلاك

أو هيكلاً مهدوماً

أخدشي المرايا

وأرتدي ملابسٍ تحتية من قيح وبصاق

تغَطي بكل الذباب

أحملي هذا الهم كله في حقيبة

وامشي على حقل من الرجال العراة

وتعالي

مثل صفعة على جبين طفل

ضعي على دوحة القلب

سائلاً من قيح

دحرجيه على الساعات

في زمن متوقف على شكل ناطحة ذباب

خطي على متاريس البلاد

خطوطاً تنقطع في دوائر

أكتبي من الشمال إلى اليمين

لأن مجموعك في الحساب

أكثر من عشرين غراب

أنا أجمع بما تبقى علي روحي من أغصان

لأن العالم يرفع لي كل أصابعه

لا أعرف لما أشعر بأني نزيل في غرفة

تهمهمُّ بالوداع.


الاثنين، 10 ديسمبر 2012

صنارة تحت الغيم

مهنّد يعقوب

أوروبا البرتقالي الطويل
صنارة تحت الغيم
برج إيفل وساعة بكبن 
في المزاد.

أوروبا ضرائب وشتاء في أربعة
إبتسامة الموظف
والمظلة المفتوحة
حين تعطس
على رأس الأجنبي السماء.

أوروبا جائزة رفضها سارتر
ويموت لأجلها أدونيس
أوروبا نيتشة 
وسلفادور دالي
من دون شوارب.

أوروبا لقاح ضد العائلة
أرقام وجداول
قارة جميلة وتفكر.



الجمعة، 7 ديسمبر 2012

قصائد وحيدة يصعب تركها تذهب

الى حسن بلاسم 

مهنّد يعقوب

قصائد وحيدة 
محصورة في الظلام
يصعب تركها تذهب
مهرجان الأدب 2011 براغ
تتكوم فيها قناني فارغة
يلهو عندها الأطفال
ثم نافذة خلف الرجل
في أول سطر من الحكاية
تكشف عن أشياء تافهة وخشنة
تبدو بعيدة ومهملة
لكنها في الحقيقة
على راحة يدي تتمدد
أتذكرها جيداً
وليس بوسعي النسيان.

إنها حكاية يائسة ومريضة
رأيتها مراراً خارج المنام
وذلك الرجل ذو اللحية الكثيفة
والعينيين الواسعتين أعرفه جيداً
لقد قال كلمات مدماة
عن المهاجرين الأجانب
صنعها لنفسه بعناية وغريزة
بين الحدود والفواصل
وفي الطرقات الخالية والشاحنات
في غرف النوم ، في الحديقة والمنزل
وتركها لنا مكشوفة
دمها يفور في إطار
تقول ما ليس يقال في قصة.

حدث ذلك في الماضي
عندما فتح الشرطة البلغاريون
الباب الى العالم
ليرى النّاس وحيدهم الذئب
الذي فر الى الغابة.
حدث ذلك
عندما كانت تصرخ بوجهي
" شاحنة برلين "
حكايتُك التي لا يمكن
أن أصدها بالنكران.

لقد دخلتَ أخي حسن بلاسم
أنتَ معي في الإطار
وأصبحت صورتُك واضحة
وعيناك تأخذان بالإتساع أكثر
لقد رأيتُ في قلبك تلك الليلة
طفلاً وتوسلاتٍ كثيرة
كنتَ خائفاً وتريد فقط أن ترتاح
من الصراخ والدّم المتخثر
أن تتكور مثل ملابس قديمة
متروكة لحالها وتنام.